الأول] وهو تنزيهه تعالى عن النقص والعيب بكل وجه وذلك داخل في معنى اسمه القدوس السلام فإنه مستحق لصفات الكمال وهي من لوازم ذاته فكل ما نافى كماله اللازم له وجب نفيه عنه لامتناع اجتماع الضدين وبهذا تبيَّن أن تنزيهه عن النقائص يُعْلَم بالعقل.
فإن طائفةً من النُّظار كصاحب الإرشاد وشيعته قالوا إنما يُعْلَم نفي النقائص بالسمع وهو مبسوط في موضعه فإن الرب تعالى مستحق لصفات الكمال وهي لازمة له يمتنع وجوده بدونها كالحياة والقيومية والعلم والقدرة والحياةُ والقيومية تنافي السِّنَة والنوم والعلمُ ينافي النسيان والجهل والقدرةُ تنافي العجز واللغوب وأمثال ذلك.
والأصل الثاني أنه ليس له كفوًا أحد في شيء من صفاته فلا يماثله شيء من الأشياء في شيء من صفاته فمن نفى صفاته كان معطلاً ومن مثَّلها بصفات خلقه كان ممثلاً ولهذا كان مذهب السلف والأئمة إثبات الصفات على وجه التفصيل ونفي النقص والتمثيل إثباتٌ بلا تمثيل وتنزيهٌ بلا تعطيل فقوله تعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى 11] ردٌّ على الممثِّلة وقوله وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11) ردٌّ على المعطِّلة.