وذهاب العقل يعرض لبعض السالكين.
والثالث هو الفناء عن وجود السُّوى وهو أن يرى الوجود واحدًا أو وجود الخالق وجود المخلوق وهذا حال الفرعونية القائلين بوحدة الوجود كابن سبعين وابن عربي وابن الفارض والقُونوي والتلمساني ونحوهم وهؤلاء مع إلحادهم وجهلهم وتناقض أقوالهم شرعًا وعقلاً يجعلون ما هم عليه هو غاية التحقيق والتوحيد والعرفان!!
وهم مع من قبلهم ومن هو أقرب إلى الإسلام منهم ... مع من هو خير منهم كالشيعة والمعتزلة ونحوهم فإنهم أخذوا ما في مذاهب هؤلاء من البدع الفاسدة كالتجَهُّم ونفي الصفات وادعاءِ باطنٍ للكتاب والسُّنَّة يخالف ظاهرهما وجعلوا ذلك حجَّةً عليهم فيما نازعوهم.
فقالوا للجهمية والمعتزلة أنتم توافقونا على نفي الصفات وأن إثباتها يتضمن التشبيه والتجسيم والتركيب وذلك باطلٌ فيلزمكم نفي الأسماء أيضًا فإن السماء تتضمن الصفات إذ الحي يتضمن الحياة والعليم يتضمن العلم والقادر يتضمن القدرة.
فجعلوا موافقتهم لهم على نفي الصفات حجةً لهم على نفي الأسماء فإن ما فَرُّوا منه بزعمهم من التشبيه والتركيب ثابت في المسمَّى بالأسماء كما هو ثابت فيما هو متَّصِف بهذه الصفات.
وأهل السُّنَّة المثبتون للأسماء والصفات يحتجون على المعتزلة