وقد أنكرت الجهمية والمعتزلة والكُلاَّبية وغيرهم ومن اتبع هؤلاء من الفقهاء محبةَ ذاتِ الله وقالوا إنَّ ذات الرب لا تُحَب وإن ما ورد به الشرع من محبته فالمراد به محبَّة طاعته ومحبة الربِّ للعباد معناها إثابته أو إرادة إثابته.
وعلى هذا القول قُتِلَ الجعدُ بن درهم حين ضَحَّى به خالد بن عبد الله القَسْري والقصة مشهورة ... والعلة هو إنكار المحبة والكلام ... ضلَّ من ضلَّ من طوائف أهل البدع والكلام.
ومن أنكر أن الله يُحِبُّهُ عبادهُ ويُحِبُّ عبادَه فقد أنكر أصل ملة إبراهيم وهذا قد وقع فيه طوائف من المشهورين بالعلم في كتب أصول الدين وغيرها وأضافوا فيه من الأصول الفاسدة التي تلقوها عن الجهمية.
وهؤلاء الملاحدة من المتفلسفة وغيرهم موافقون لأعداء إبراهيم وموسى كفرعون ونمروذ الذين لم يتبعوا الرسل فيما أمروهم به من عبادة الله وحده لا شريك له.
وهذا هو دين الإسلام الذي لم يبعث الله نبيًّا إلا به فهو الدين الذي لا يقبل الله ممن ابتغى دينًا غيره ولا أن يُعْبَد الله ويُعْبَد غيره فمن