قوله: (إذا ألبسهم ثوب العدم فنظروا..)

كلامه له احتمالان: أحدهما: الفناء عن رؤية السوى

كلامهم من هذه القضايا الحادثة الخيالية التي يُلَبِّسون بها على الناس لا سيما على من يحسن بهم الظن.

وإنما كان الحلول يكثر في كثير من الصوفية ذكر ذلك أبو نعيم الأصبهاني في أول حلية الأولياء وذكره أبو القاسم القُشَيري في رسالته وغيرها وحذَّروا منه ومن أهله وذموا هؤلاء كما كان المشايخ العارفون الذين يُقْتَدى بهم يذمون هذا.

وأما قوله إذ ألبسهم ثوب العَدَم فنظروا فإذا هم بِلا هَمّ ثم أردف عليهم ظُلمةً غَيَّبتهم عن نظرهم بل صار عدمًا لا علة له.

فيقال هذا الكلام مجمل يحتمل شيئين:

أحدهما أن يغيب الإنسان عن ملاحظة نفسه وشهودها وذكرها وهذا هو الفناء عن رؤية السّوى وهو الفناء الناقص الذي يغيب فيه بموجوده عن وجوده وبمعروفه عن معرفته وبمذكوره عن ذكره فهذا أمر يعرض لبعض السالكين فإن كان صاحبه مغلوبًا عليه لا يمكنه دفع ذلك عن نفسه فحسبه أن يكون معذورًا وأمَّا من كان يُمكنه الفرق بين الربِّ والعبد ولم يُفرِّق بينهما فهو من الملحدين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015