ولهذا كان ابن عربي وغيره من أهل الوحدة يُعَظِّم فرعون.
ولقد سألني قديمًا عبد الله* الذي كان قاضي اليهود ودعوتُه إلى الإسلام وبينتُ له أعْلامَه حتى أسلم وحَسُن إسلامه سألني عن قول هؤلاء وكان قد اجتمع بشيخ منهم يُقال له حسن الشيرازي فبينتُ له فساد قول هؤلاء وأن حقيقته حقيقة قول فرعون فقال هكذا قال لي الشيرازي لمَّا دعاني إلى هذا المذهب فقلت له هذا يشبه قول فرعون فقال نعم نحن على قول فرعون قلت له صرَّحَ لك بهذا قال نعم فقلت مع إقرار الخصم لا يحتاج إلى بينة وكان لم يُسْلِم بعد قال فقلتُ له أنا لا أدع موسى وأذهب إلى فرعون فقال لِمَ قلتُ لأنَّ موسى غرَّق فرعون فقلت له نفعَتْك اليهودية يهوديٌّ خير من فرعوني.
وأما قوله أعوذ بك منك فهذه الكلمة مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم لكنه لم يُرِد بها ما أراده النبي صلى الله عليه وسلم بل هي كلمة حق أراد بها هذا القائل