مذهب السلف: أن الرجل يجتمع فيه ما يحبه الله وما يبغضه

مُجنَّدةٌ فما تعارفَ منها ائتلفَ وما تناكَرَ منها اختلف.

وأما إن أريد بالنفس والروح ذاتان كلٌّ منهما قائمة بنفسها غير الأخرى وراء هذا البدن فهذا غلط.

وهذا الترتيب إذا قيل هو ترتيب صحيح كان هذا مختصًّا باصطلاح معين ليس هو أمرًا علميًّا ولا هو عامًّا في حقِّ كلِّ سالك.

وإذا قيل يُرادُ بالنفس ذات الأخلاق الفاسدة ويُراد بالقلب ذو الإيمان والإرادات الصالحة ويراد بالروح ذو المعرفة واليقين فهذا أمر اصطلاحي ومع هذا فقد يحصل للإنسان أنواعٌ من المعارف واليقين مع وجود نوعٍ من الهوى والذنوب وقد يحصل له أنواعٌ من الإيمان والأعمال الصالحة مع وجود نوعٍ من الإرادات الفاسدة.

فمذهب الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسلف الأمة وأئمتها أن الشخص الواحد يجتمع فيه ما يحبه الله من الحسنات وما يبغضه من السيئات ويكون مُطيعًا من وجهٍ عاصيًا من وجهٍ برًّا من وجه فاجرًا من وجه مستحقًّا للثواب من وجهٍ وللعقاب من وجه فيه إيمانٌ من وجهٍ وفيه فسق بل ونفاق من وجه.

وإنما يقول لا يجتمع هذا وهذا الوعيديَّةُ من الخوارج والمعتزلة فإنهم يقولون ما ثَمَّ إلا مؤمن مستحق للثواب لا يُعاقب بحال أو مخلَّد في النار لا يخرج منها بشفاعةٍ ولا غيرها ومن فيه فجور فليس معه من الإيمان عندهم شيء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015