الساترة للقلوب عن مطالعة الغيوب.
فهذا الدعاء ينافي حال من يقول علمُك حسبي فمن اكتفى بالعلم لم يسأل.
ثم يُقال هذا الدعاء لا يجوز لأحدٍ أن يدعو به بل هو من الاعتداء في الدعاء الذي نهى الله عنه بقوله ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) [الأعراف 55] .
قال أبو مِجْلَز مِثْل أن يسأل منازلَ الأنبياء فإذا كان مَنْ دون الأنبياء ليس له أن يسأل منازل الأنبياء فكيف إذا سأل ما هو من خصائص الإلهية؟!
ولا ريب أن رفعَ الأمور الساترة عن مطالعة الغيوب مطلقًا لا يحصل لغير الله تعالى فإنه عالِمُ الغيبِ والشهادةِ وإنما أَطْلَعَ من شاء من خلقه على ما يشاء من علمه كما قال تعالى وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ [البقرة 255] وقال وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85) [الإسراء 85] .
وفي الصحيحين أن الخَضِر قال لموسى لما نَقَر العصفورُ