أكثر من تواتر كثير من مذاهب الأئمة عند أصحابه" (?)، بل قوله في المتعة والصرف أشهر من كثير من أقوال المتبوعين من العلماء مع أنه قول مرجوح مخالفٌ للنص، وجمهور الأمة على خلافه.
فإذا كان قول الواحد من الصحابة سمع ضعفه قد تداولته الأمة خلفًا عن سلف وتواتر بينهم؛ فكيف بأقوالهم القوية التي اتبعها جمهورهم؟
وحديث ليلى بنت العجماء مما وافقه جمهور الأمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم، وفقهاء الحديث قاطعة يعملون له، فهو متلقَّى عندهم، متواتر بينهم، لكن بعضهم بَلَغَهُ بعضُ طرقه، وبعضهم بلغه طريق آخر أو طريقين، والذين بلغهم ذلك أثبتوا ما فيه ولم يَختلفوا، فلم يختلف أحد ممن بلغه طريق أشعث مع طريق التيمي في أَنَّ فيه ذكر الحلف بالعتق بقولها: (وكل مملوك لي حر إِنْ فعلت)؛ وهذا مثل أبي ثور وابن نصر وابن جرير وابن المنذر وابن عبد البر وابن حزم وغيرهم= كُلُّهم أثبتوا فيه ذكر العتق ونقلوه عن أولئك الصحابة - رضي الله عنهم -.
الوجه الثامن: قوله: (وكنا نَوَدُّ لو دُوِّنَتْ تلك المذاهب كما دُوِّنَتْ هذه) (?).
فيقال: قد دُوِّنَتْ -ولله الحمد- ألفاظها بأعيانها في غير مصنف كما دونت (?) ألفاظ الأئمة، وَمَنْ نُقِلَ لَفظُه على وجهه كان أبلغ من أن ينقل قوله