وبسبب فقدان المجلد الأول من رَدِّ ابن تيمية هذا لم يتضح لنا ما اسم الكتاب المردود عليه، ولا سبب تأليف ابن تيمية له، لكن غالبًا ما يكون اتهامه بخرق الإجماع، وتكثير أولاد الزنا، وما صاحَب ذلك من حملة سُلِّطت عليه = هي السبب الرئيس في الكتابة، ثم قد يكون -أيضًا- بإشارة من أحد محبِّيه أو طلابه، أو ابتداءً من الشيخ -رحمه الله-.
هذا الرد ألَّفَهُ ابن تيمية -رحمه الله- في دمشق قطعًا، فإنَّ ابن رجب في الذيل (?) ذكر أنَّ ابن تيمية صنف أثناء مُقامِهِ بمصر أعيان مصنفاته، ولم يذكر منها ردَّه على السبكي في مسألة تعليق الطلاق، كما أنَّ الذاكرين لردِّه هذا يشيرون إلى اعتراض ورد عليه من مصر.
وقد أشار السبكي -كما تقدَّم- في رسالته التي أرسلها للنبي - صلى الله عليه وسلم - إنْ صحَّت عنه- ما يَدُلُّ على أنَّه أَلف ردَّه على ابن تيمية بعد مغادرته مصر في رحلته الثانية إليها (?).
ويؤكد ما تقدم: ما ذكره التاج السبكي في طبقات الشافعية الكبرى (?) من أنَّ والده (تقي الدين) حَجَّ عام (716)، ثم قال: (وفي هذه المُدَّة رَدَّ على