"النص على الإمام الأول وهو الإمام علي قد جاء في اعتقادهم بوصية الرسول عليه الصلاة والسلام، وأما الأحد عشر إماماً من بعده فقد استحق كل منهم الخلافة بوصية من الإمام السابق له، وكان كل منهم الابن الأكبر للإمام السابق ما عدا الحسين. . . وما عدا موسى الكاظم فإنه كان الابن الثاني للإمام السابق له وهو جعفر الصادق، واستحق الخلافة لموت أخيه الأكبر إسماعيل قبل وفاة أبيه" (?).

ومحل الشاهد أن موسى الكاظم كان الابن الثاني لجعفر الصادق.

ومن لا يدري غير فضيلة الدكتور أن موسى الكاظم لم يكن الابن الثاني لجعفر بن الباقر، ولم يكن هو الأكبر بعد أخيه الذي توفي في حياة أبيه الجعفر، بل كان هناك من يكبره من إخوته.

وإليكم الشهادة على صحة ذلك من الشيعة أنفسهم، بل ومن كبار الشيعة وقادتهم وأئمتهم في الرجال والتاريخ، فيذكر الكشي أبو عمرو ومحمد بن عمر ابن عبد العزيز في كتابه (معرفة الناقلين عن الأئمة الصادقين) المعروف برجال الكشي تحت عنوان الفطحية:

"هم القائلون بإمامة عبد الله بن جعفر بن محمد. . . والذين قالوا بإمامته عامة مشائخ العصابة وفقهائها، مالوا إلى هذه المقالة، فدخلت عليهم الشبهة لما روى عنه (يعني أئمتهم) عليهم السلام أنهم قالوا: الإمامة في الولد الأكبر من الإمام إذا مضى إمام" (?).

هذا ولقد يذكر مثله محمد بن محمد بن النعمان العكبري المتوفى سنة 413هـ‍الملقب بالمفيد، الذي يقولون عنه: إن غائبهم المزعوم هو الذي لقبه به (?) وإليه انتهت رئاسة الإمامة في وقته (?) وكان له لقاءات مع غائبهم الموهوم (?) يقول هذا المؤرخ الشيعي الكبير في كتابه الذي كتبه في ذكر أئمته:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015