لا يكون إلا خلق، ولا يقوم إلا مقام خلق خلقًا لا يزول عنه المعنى، وإذا قال الله: جعل، على غير معنى خلق لا يكون خلق، ولا يقوم مقام الخلق، ولا يزول عنه المعنى.

فمما قال الله: جعل، على معنى: خلق، قوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} [الأنعام: 1] ، يعني وخلق الظلمات والنور1.

وقال: {وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ} [النحل: 78] .

يقول: وخلق لكم السمع والأبصار.

وقال: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ} [الإسراء: 12] .

ويقول: وخلقنا الليل والنهار آيتين2.

وقال: {وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا} [نوح: 16] .

وقال: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} [الأعراف: 189] .

يقول: خلق منها زوجها. يقول: وخلق من آدم حواء.

وقال: {وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ} [النمل: 61] .

يقول: وخلق لها رواسي، ومثله في القرآن كثير، فهذا وما كان مثله لا يكون إلا على معنى خلق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015