بالحوادث الدينية الهامة التي قد مضت وانقضت فهو شيء جاء به ابن علوي والرفاعي من عندهما ولا صحة له ولا دليل عليه، ولم يرد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه جعل شيئًا من أوقات الحوادث التي قد مضت وانقضت فرصة لتذكرها وتعظيم أمرها، ولم يرد عنه أنه كان يصوم أو يطعما لطعام لتذكر الحوادث التي قد مضت وانقضت، ولا أنه كان يعمل الاجتماع على الذكر لتذكر الحوادث التي قد مضت وانقضت وتعظيم يومها، ولا أنه كان يعمل الاجتماع للصلاة عليه وسماع شمائله وقراءة سيرته، فكل هذا لم يرد عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه فعله، وما زعمه ابن علوي والرفاعي ونسباه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في كلامهما الذي تقدم ذكره فهو من توهمهما وتقولهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ومن أعظم الأمور التي وقعت في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - مجيء الملك إليه بالنبوة وهو في غار حراء وتعليمه أول سورة {اقْرَا بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}، ومن أعظم الأمور أيضًا الإسراء به إلى بيت المقدس، والعروج به إلى السماوات السبع وما فوقها، وتكليم الرب تبارك وتعالى له، وفرضه الصلوات الخمس عليه وعلى أمته، ومن أعظم الأمور أيضًا هجرته - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، ومن أعظم الأمور أيضًا وقعة بدر، ومن أعظم الأمور أيضًا فتح مكة ولم يرد عنه، - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يعمل الاجتماع لتذكر شيء من هذه الأمور العظيمة وتعظيم أيامها، ولو كانت قاعدة ابن علوي والرفاعي التي توهماها وابتكراها صحيحة؛ لكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يهتم بأوقات هذه الأمور العظيمة، ويعقد الاجتماعات لتذكرها، وتعظيم أيامها وفي تركه - صلى الله عليه وسلم - ذلك أبلغ