عليه - صلى الله عليه وسلم - أو سماع شمائله الشريفة وقراءة سيرته العطرة، وقد أصّل النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه القاعدة وقعّدها بنفسه فقد صح في الحديث أنه لما وصل إلى المدينة ورأى اليهود يصومون يوم عاشوراء شكرًا لله؛ لأنه نجا فيه نبيهم سيدنا موسى عليه السلام، وأغرق عدوه صامه ودعا أصحابه لصومه قائلاً: ونحن أولى بموسى منهم (مقدمة المورد الروي في المولد النبوي، لعلي القاري).

فجوابه من وجوه أحدها: أن يقال هذا الكلام منقول من كلام محمد بن علوي المالكي وهو في صفحة 268 من كتابه المسمى "بالذخائر المحمدية"، وقد غير فيه الرفاعي بالزيادة والنقصان في بعض الكلمات، ومنها جملة ذكرها ابن علوي في الثاني من أدلته وجعلها الرفاعي في الرابع من أدلته وهي قوله: سواء كان ذلك بصيام، أو إطعام طعام، أو اجتماع على ذكر، أو صلاة عليه - صلى الله عليه وسلم -، أو سماع شمائله الشريفة.

الوجه الثاني: أن يقال إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يحتفل بمولده ويتخذه عيدًا، ولا كان الصحابة -رضي الله عنهم- يفعلون ذلك، ولا التابعون، ولا أئمة العلم والهدي من بعدهم، ولو كان ذلك خيرًا لسبقوا إليه، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد» فالاحتفال بالمولد مردود على من ابتدعه، ومن عمل به، ومن دعا إليه، ومن زعم أنه بدعة حسنة.

الوجه الثالث: أن يقال ما ذكره ابن علوي والرفاعي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من الاهتمام وملاحظة ارتباط الزمان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015