ولما عارض بعض التابعين قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقول أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- في متعة الحج، رد عليهم ابن عباس، رضي الله عنهما، وقال: «يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتقولون: قال أبو بكر وعمر».
وإذا كان هذا قول ابن عباس، رضي الله عنهما، لمن عارض قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقول الخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-، فكيف بمن عارض قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقول فلان وعلان، ممن زعم أنهم أفتوا بجواز الاحتفال بالمولد، وأثنوا على هذا العمل، فهذا القول مردود على قائليه، وفي الأحاديث التي تقدم ذكرها عن العرباض بن سارية، وجابر بن عبد الله، وابن مسعود، وعائشة، رضي الله عنهم، أبلغ رد عليهم، وعلى الرفاعي الذي قدم أقوالهم على أقوال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وقد روى الترمذي وحسنه عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملة واحدة» قالوا من هي يا رسول الله قال: «ما أنا عليه وأصحابي»، وروى الطبراني نحوه من حديث أنس بن مالك، وأبي أمامة، ووائلة بن الأسقع، رضي الله عنهم.
ومن المعلوم عند أهل العلم أن الاحتفال بالمولد لم يكن في عهد