بالباطل، أو بقصد إبطال الحق، تقرأ ذلك في سورة الأنفال: 8، وفي سورة
الكهف 56، وفي سورة غافر 5.
3 - ومنها: التجرد من كل اعتقاد سابق، وتخليص الفكر؛ لطلب الحقيقة. نقرأ ذلك في سورة سبأ 43 - 49.
وهذه القواعد الثلاث أشبه بعملية تنظيف فكري ومنهجي من طريق الحوار؛ ليسلم الطريق من الشوائب المعوّقة، ثم تأتي القواعد الذاتية في الحوار.
4 - اعتبار (الحق) أمرا (محتملا) وجوده لدى أحد الطرفين.
بمعنى أن يدخل كل فريق حَلْبة الحوار ولديه (افتراض) أن ما عنده يحتمل الخطأ، وأن ما عند محاوره يحتمل الصواب.
قرر ذلك القرآن في الآية 24 من سورة سبأ.
5 - ويترتب على هذه القاعدة قاعدة مهمة، هي عدم اعتبار (الشك) عيبا، بل اعتباره خطوة مهمة في طريق التمحيص العلمي، حتى يكون موضع اعتبار لدى القرآن العظيم، فيخاطب اللَّه نبيه - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ) .
إن (الشك) نوع من التفكير، وهو لذلك مقبول، مقرر في القرآن الذي يحض على: التفكير والتعقل؛ لذلك لا عجب أن يعتبره بعض علماء أصول الدين، في الإسلام - أول الواجبات على المكلّف؛ ليخطو منه خطوات فكرية نحو (اليقين) الذي يُبنى عليه (الإيمان) في الإسلام.
وليس هذا الشك شكا منهجيا، للبحث العلمي فقط، مع احتفاظ صاحبه بعقيدته السابقة، على نحو ما كان (ديكارت: 1596 - 1650) في بحوثه الفلسفية والعلمية، مع احتفاظه التام بعقيدته الكاثوليكية.
إنما (الشك) في منهج البحث الإسلامي، والذي هو أول واجب على المكلف - هذا الشك شك حقيقي، يبتدئ منه الإنسان، لينطلق منه باحثا عن الحق المجرد، متجردا من كل اعتقاد سابق، وإيمان موروث!!