المقصودة منه وهذا النوع عندهم أرفع وأوثق من الأنواع التي تفرغ دفعة واحدة.

والعجب كل العجب من الآلات التي تدخل في جوف المدفع لتشريطه متقنا حتى كأنه من خشب بالنسبة لتلك الآلة، فلا ترى إلا نشر الحديد خارجا من فمه كالنشارة.

وأما معمل مفراغ الكور فإن تخليطه الهند والحديد والمذاب ينزلان كالماء من عنبوب بوط كبير ويكب في بوط آخر للتصفية ثم يجري من ذلك البوط للقوالب ومباشرة ذلك بآلة ومكينات عجيبة وأما معمل القرطوس فكثير المستخدمين به الصبيان لمناسبة في ذلك وكيفية العمل فيه أن أول ما يفرغ منه غشاؤه من النيكل

على قدر حلقة الخياطة ثم ينقل لمكينة أخرى فيخرج منها في لحظة أطول مما كان، وهاكدا إلى أن يتم العمل فيه، وقدر ما يصنع منه في اليوم نحو مليونين.

وأما معمل الكريطات فبه من الآلات والحركات كغيره ما يحير العقل ويتعب النظر فترى الكريطة كأنها قطع من الخشب وبمجرد وضعها في المكينة تخرج مؤلفة متقنة التلحيم والصنعة، ومجموع ما في هذه الفبركة من المستخدمين خمسة وعشرون ألفا نسمة، وبعد استيفاء الغرض منها في الجملة رجعنا لمحل نزولنا بالسلامة. وفي الساعة العاشرة ليلا من يومنا هذا توجهنا لدار وزير الخارجية باستدعاء منه لمأدبة حضرها كل من السفراء والكبراء والأعيان حتى نسائهم وبناتهم وكلهن لابسات أحسن اللباس وعليهن من الحلي وحجر الزمرود الأخضر والربيل) الأحمر وجوهر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015