التعليق فيؤدي العسكري ما يجب عليه من الآداب اللائق بالمقام ويرجع لمحل وقوفه ثم يصفق الحاضرون على عاداتهم استحسانا وسرورا بتعظيم الرجال أو في المزايا ويأتي عسكري آخر فيفعل معه ولي العهد مثل ما فعل مع الأول حرفا بحرف وهكدا إلى أن يأتي عن ءاخرهم غير أن

البعض منهم مكنه من نشانه في حكه من غير تعليق، ولعل مزيته أدنى من مزية الذي علق له وتم هذا المعرض عند الساعة الواحدة. وفي الساعة الثامنة من يومنا هذا توجهنا صحبة بابور البر وبعد سير ساعة وكسر وصلنا لفبريكة المدفع فإذا هي عظيمة متسعة جدا طولا وعرضا وهي على أربعة أقسام، الأول وهو أكبرها معد لإفراغ المدفع وسبكه، والثاني لإفراغ الكور وتركيب تخليطته، والثالث لإفراغ القرطوس، والرابع للنجارة كإنشاء الكريطات ونحوها، وما كنا نصل من قسم منها إلى قسم آخر إلا راكبين في بابور البر صغيرا عندهم ثمة، وقد رأينا فيها عدة مدافع كبار من خمسين طونا في الواحد، ومعلوم أن الطون عبارة عن عشرين قنطارا، وأما المدافع الصغار على اختلاف أصنافها فشيء كثير، وقد رأينا مدفعا من المدافع الكبيرة المحدث عنها معلقا في (البوجي) عند خروجه من بيت النار وهو كالجمر ثم أطفئ في صهريج من الزيت مركبة من جملة أدهان ليطلى بدلك المدفع ثم بعد خروجه من الزيت يجعل في المخرطة ثم يدار عليه السلك في عرض غرفة ليلتحم بذلك شيئا فشيئا ثم يعاد إلى بيت النار ثم يطرق عليه ليلتئم ذلك السلك وهكذا العمل إلى أن يصل للنهاية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015