أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْحُسَيْنِ الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيَّ، يَقُولُ: 25 سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: مَنْ بَعُدَ أَمَلُهُ ضَعُفَ عَمَلُهُ، عَلَى أَنَّهُ لا بُدَّ مِنْ أَمَلٍ تَقْوَى بِهِ النَّفْسُ، وَتَعْمُرُ بِهِ الدُّنْيَا، وَأَنْشَدَ:
وَلِلنُّفُوسِ وَإِنْ كَانَتْ عَلَى وَجَلٍ ... مِنَ الْمَنِيَّةِ آمَالٌ تُقَوِّيهَا
فَالْعُمْرُ يْبَسُطُهَا وَالدَّهْرُ يَقْبِضُهَا ... وَالنَّفْسُ تَنْشُرُهَا وَالْمَوْتُ يَطْوِيهَا
وَكَانَ بِشْرٌ يَتَمَثَّلُ:
تَعَافُ الْقَذَى فِي الْمَاءِ لا تَسْتَطِيبُهُ ... وَتَجْرَعُ فِي حَوْضِ الذُّنُوبِ فَتَشْرَبُ
وَتُؤْثِرُ مِنْ كُلِّ الطَّعَامِ أَلَذَّهِ ... وَلا يَذْكُرُ الْمُحْتَالُ مِنْ أَيْنَ يَكْسِبُ
وَنَوْمُكَ يَا مِسْكِينُ فَوْقَ نَمَارِقٍ ... وَفِي حَشْوِهَا نَارٌ عَلَيْكَ تَلْهَبُ
فَحَتَّى مَتَى لا تَسْتَفِيقُ جَهَالَةً ... وَأَنْتَ ابْنُ سَبْعِينَ بِدِينِكَ تَلْعَبُ
قَالَ: وَقَالَ بِشْرٌ: لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الْقُنُوعِ إِلا التَّمَتُّعُ بِالْعِزِّ لَكَفَى