سَأَلْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ جَعْفَرَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ السَّرَّاجِ، عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ الْبُخَارِيِّ، وَحَدَّثَنَا عَنْهُ، فَقَالَ: كَانَ حَافِظًا كَبِيرَ السِّنِّ وَأُفِيدَ بِمِصْرَ وَتِنِّيسَ، وَقَدْ أَقَامَ بِالأَنْدَلُسِ مُدَّةً طَوِيلَةً، فَكُنْتَ إِذَا سَمِعْتَ كَلامَهُ لَمْ تُفَرِّقْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَنْدَلُسِيٍّ، وَكَانَ مُعَظَّمًا بِالْمَغْرِبِ، وَكَانَ لَهُ أَمْرٌ عَظِيمٌ، قَالَ لِي: كَتَبْتُ كُتُبًا كَثِيرَةً مِنْ سَمَاعَاتِي، بِسَمَرْقَنْدَ، وَأَنَا الآنَ عَلَيَّ أَنْ أَمُرَّ إِلَيْهَا وَأَصِلَهَا إِلَى الأَنْدَلُسِ، وَأَمُرَّ مِنْ هُنَاكَ إِلَى مَكَّةَ وَأُقِيمَ بِهَا، وَأُحَدِّثَ بِهَا إِلَى حِينِ وَفَاتِي.
وَأَظُنُّهُ تُوُفِّيَ فِي دِيَارِ الشَّامِ، وَكَانَ يَقُولُ: ذَاكَرْتُ عَبْدَ الْغَنِيِّ بْنَ سَعِيدٍ بِكَذَا وَكَذَا وَسَأَلْتُ الشَّيْخَ عَنِ الْحِرَفِيِّ إِلَى أَيِّ شَيْءٍ هُوَ مَنْسُوبٌ، فَقَالَ هَذَا لَفْظٌ مُتَدَاوَلٌ بَيْنَ الْبَغْدَادِيِّينَ مَنْ يَكُونُ مُحَارِفًا، يَعْنِي مُقْتَرَ الرِّزْقِ، يُقَالُ: هُوَ حِرَفِيٌّ فَلَعَلَّ أَحَدًا مِنْ آبَائِهِ كَانَ فَقِيرًا مُقْتَرًا عَلَيْهِ فَلُقِّبَ بِهَذَا، وَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْلِدِهِ؟ فَقَالَ: إِمَّا فِي آخَرِ سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ، أَوْ فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ بِبَغْدَادَ