أَنْشَدَنَا الأَجَلُّ أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ الْمُحْسِنِ بْنِ جَعْفَرٍ السَّلَمَاسِيُّ , مِنْ لَفْظِهِ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ خَمْسِ مِائَةٍ، أَنْشَدَنَا وَالِدِي أَبُو طَاهِرٍ الْمُحْسِنُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَلَمْ يُسَمِّ قَائِلَهُ:
رُبَّ نَطَاحٍ مِنَ الدَّهْرِ لَهُ يَوْمٌ يُطُرحُ ... مِجَّ عَلَى نَفْسِكَ يَا مِسْكِينُ إِنْ كُنْتَ تَنُوحُ
لَتَمُوتَنَّ وَلَوْ عُمِّرْتَ مَا عُمِّرَ نُوحُ ... سَيَصِيرُ الْحَيُّ مِنَّا جَسَدًا مَا فِيهِ رُوحُ
قَالَ: وَسَمِعْتُ وَالِدِي، يَقُولُ: اجْتَازَ بَعْضُ الصَّالِحِينَ بِجَبَّانَةٍ وَمَعَهُ. . . وَأَنْشَدَهُمْ وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْمَقَابِرِ:
أَلا يَا عَسْكَرَ الأَحْيَاءِ هَذَا عَسْكَرُ الْمَوْتَى
أَجَابُوا الدَّعْوَةَ الأُولَى وَهُمْ مُنْشِدُوا الأُخْرَى
يَحَثُّونَ عَلَى الزَّادِ وَمَا الزَّادُ سِوَى التَّقْوَى
يَقُولُونَ لَكُمْ جِدُّوا فَهَذَا أَحْسَنُ الدُّنْيَا