والجِبِّيرُ فيهما بكسرِ الجيم وتشديد الباءِ بواحدةِ وياءِ مَدّ وراء. أخَذَ عن أشياخ غَرْناطةَ بها، وبمالَقةَ عن غانم الأديب، وبقُرطُبةَ عن ابن سِرَاج.
رَوى عنه أبو الحَسَن صالحُ بن عبد الملِك الأَوْسيّ؛ وكان عارِفًا بالنَّحوِ، حافظًا للُّغة، حاضرَ الذِّكر للآداب، لَسِنًا خطيبًا، بارعَ النَّظْم والنثر، من بيتِ أدبٍ ونباهة، عُنِي كثيرًا بالعلم وروايتِه، ومال في شَبِيبتهِ إلى الجُنْديّة لشهامةٍ كانت فيه، فارتُسِم حينَئذٍ في عَسْكرِ المأمون ابن المعتمدِ بن عَبّاد، وحَظِيَ عندَ المأمونِ لجلالهِ وشَرَفِ خِلالِه، وكان بعدُ نَقِيَّ الشَّيبةِ جميلَ الشارة نظيفَ الملابس.
توفِّي بلَوْشةَ سنةَ ثمانِ عشْرَة وخمس مئة.
أخو أبي عُمَر يوسُف، ابنُ الباجِي. كان من بيتِ [54 أ] علم وجَلالة، وُلد ليلةَ الخميس لخمسِ ساعاتٍ وخمسةِ أسداسِ ساعةِ أُولى غُرَرِ ذي حِجّةِ سبعَ عشْرةَ وأربع مئة.
كان من أهل العلم، حيًّا سنةَ تسع وثلاثينَ وأربع مئة.