رَوى عن أبيه. رَوى عنه أبو العبّاس بنُ بِلال، وكان أديبًا متصرفًا في معارفَ جَمّة، يَقرِضُ يسيرًا من الشعر، عالمًا بالحساب والتعديل، ناسِكًا وَرِعًا من أهل العلم والعمل متصوِّفًا، وصَنَّف في تلك الطّرَيقة مصنَّفًا حسَنًا نَحَا به مَنْحَى رسالةِ القُشَيْريّ، وله في معاني التصوُّف أشعارٌ لا بأسَ بها.
وتوفِّي بالجزيرة الخَضْراءِ في رجبِ سنةِ ست وخمسينَ وخمس مئة.
رَوى سَماعًا عن أبي بكر بن أبي جَمْرةَ وتَفقَّه به، وأبي عبد الله بن حَمِيد، وأبي القاسم بن حُبَيْش وأكثَرَ عنه، وأجازَ له أبَوا بكر: أحمدُ بن جُزَيّ وعبدُ الرّحمن بن مُغاوِر، وأبو جعفر بنُ مَضَاء، وأبو زيد السُّهَيْليّ، وأبو عليّ الصِّقِلِّي، وأبو القاسم ابنُ بَشْكُوال، وأبو محمد بن عُبَيد الله. رَوى عنه ابناه: أبو بكرٍ محمد (?) [....] (?) وأبو بكر بنُ محمد بن عبد الملِك المَعافِريّ، وأبو محمد بنُ عبد الرّحمن بن بُرْطُلّهْ، وكان من أهل التعيُّن والأصالةِ ببلدِه متقدِّمًا، فيه رياسةٌ وجَلالةٌ ورَجَاحة، فقيهًا ذاكِرًا للمسائل عارِفًا بأصُولِ الفقه، ذا حظٍّ صالح من الأدب [49 أ]، واستُقضيَ ببعضِ أنظارِ مُرْسِيَة.