مالَقةَ، كذا يقالُ، أعني مُصَغَّرًا، قاله ابنُ الأبّار، وقال: والخُشَنيُّ دونَ تصغير، قرأتُهُ بخطِّه.
رَوى عن أبي بكر عَيّاش بن الخَلُوف، وأبي جعفر بن يَعْلَى، وأبوَيْ عبد الله: ابن عبد الرّحمن الأَنْصاريّ مُستوطِن مَيُورْقَةَ وابن عُمرَ بن أزهَر النَّفْزِيّ المُقرِئَين، وأبي العبّاس بن إبراهيمَ بن مَسْلَمةَ المَعافِريّ الدَّقّاق، وأبي القاسم خَلَف بن الأبْرَش. وأجاز له أبو محمد بنُ عَتّاب.
رَوى عنه يوسُفُ بن أحمد البَهْرانيّ وأبو عبد الله بن يوسُف بن الجَذع وحدَّث عنه بالإجازة ابنا حَوْطِ الله، أجازَ لهما سنةَ ثلاثٍ وثمانينَ وخمس مئة. وكان من أئمّة التجويدِ للقرآن العظيم، حافظًا لوجوهِ القراءات ذاكرًا لها، ذا حظٍّ وافرٍ من النَّحْو وروايةِ الحديث، عَدْلًا فاضلًا.
سَمِع أَبا عليّ الصَّدفيَّ، ورَحَلَ فأدَّى فريضةَ الحجّ وأخَذ هنالك عن أبي عبد الله بن [29 ب] منصور الحَضْرَميِّ وغيره، وقَفَلَ إلى بَلَنْسِيَةَ فأسمَعَ بها.
رَوى عنه أبو عُمر بنُ عَيّاد؛ وكان ثقةً عَدْلًا خِيَارًا لا يُحدِّثُ إلّا بما قرَأَ أو سَمِع أو نُووِلَ، ولا يرَى التحديثَ بالإجازة. وكان عالمًا بالأصُول والحديث، حسَنَ الخَطّ جيّد الضَّبط، معَ مشاركة في الطّبّ، وانتقلَ من بَلَنْسِيَةَ فأوْطَنَ قُرْطُبةَ وقتًا مُحترِفًا بالطِّب، ثم نَزَلَ بأخَرةٍ كُورةَ إلْشَ فوَليَ الصّلاةَ والخُطبة بجامِعها، وتوفّي بها في صَفَر خمسينَ وخمس مئة ابنَ سبعينَ سنة.