رَوى عن أبي جعفر بن مَضَاء، وآباءِ عبد الله: ابن حُمَيْد وابن زَرْقُون وابن عَمِيرةَ وابن الفَخّار، وأبي عبد الملِك مَرْوان بن عبد العزيز، وأبوَيْ محمد: الحَجريِّ وعبد المُنعِم ابن الفَرَس.
وكان عارِفًا بالقراءات مجوِّدًا لحروفِ القرآن العظيم، محاثًا عَدْلًا واسعَ الرِّواية كثيرَ الأسمِعة، فقيهًا نَظّارًا شديدَ العناية بالعلم، رَيّانَ من الأدب، كتَبَ الكثيرَ بخطِّه وأتقَنَ ضَبْطَه، ومسجدُه أوّلَ دربه الشهير باسمِه في حَوْمة الأُرجُوانيِّينَ من مَرّاكُش معروفٌ، واستُقضيَ بغير مَوضع فحُمِدت سِيرتُه.
رَوى عنه أبو بكر ابنُ فَنْدلة بِشِلْبَ في دخولِه إليها من الأُشبونة عامَ أحدٍ وسبعينَ وأربع مئة، وأبو محمد القاسمُ بن دَحْمان.
وكان متقدِّمًا في علم العربيّةِ والأدب، حسَنَ المشارَكة في الفقه كثيرَ البرِّ بطَلَبة العلم، واسعَ الصّدر لهم، حسَنَ الخُلُق، وله مسألةٌ في نَفْي الزّكاة عن التِّين ناظَرَ فيها أبا القاسم بنَ منظور قاضي إشبيلِيَةَ بمجلس الأمير أبي محمد سَيْر بن أبي بكر بقَصْرِه من قُرطُبةَ سنةَ خمس وثمانينَ وأربع مئة. واستُقضي بلَبْلةَ، وتأخَّرتْ وفاتُه إلى نحوِ العشرينَ وخمس مئة.
له رحلةٌ رَوى فيها بمِصرَ عن أبي عبد الله محمد بن بركات بن هلالٍ الصُّوفي النَّحْويِّ اللُّغَوي. رَوى عنه أبو الوليد سُليمانُ بن عبد الملِك بن رَوْبيل.