رَوى ببلدِه عن أبي الحَجّاج بن طُمْلُوس (?)، وأبي الحَسَن بن قُطْرال (?)، وأبي عبد الله بن عبد العزيز بن سَعادة، وأبي عُمر أحمدَ بن هارونَ بن عاتٍ، حدَّثنا عنه أبو محمد عبدُ الله الرُّوميُّ مَوْلى الرئيس أبي عثمانَ بن سَعيد بن حَكَم.
وكان متحقّقًا بالأدب رَيّانَ منه، بارِعًا في نَثْر الكلام ونَظْمِه عُنيَ بذلك كلِّه أشدَّ العناية، وكتَبَ عن رئيس بلدِه أبي الحُسَين بن عيسى مدّةً ثم عن أخيه أبي بكر، انتَقلَ بعدَ الحادثة عليه إلى ثَغْر منُورقة فكتَبَ به عن حاميه الرئيس به أبي عثمانَ بن حَكَم المذكور (?) مدّةً، ثم آثَرَ التحَوُّلَ إلى بَرِّ العُدْوة فاستَوطنَ تونُسَ وتوفِّي بها في جُمادى الأُولى سنةَ إحدى وستينَ وست مئة.
ومن نَظْمِه: ما خاطَبَ به الرئيسَ أبا عثمانَ بن حَكَم المذكورَ [البسيط]:
أنفِقْ من المالِ ما آتاك مَكسَبُهُ ... ولا تَصُدَّنّه ما (?) جاء عن طُرُقِهْ
والمالُ كالماء إن سُدَّت مسالكُهُ ... فجارُ غَمْرتِهِ لا بدَّ من غَرَقِهْ
فراجَعَه أبو عثمانَ [البسيط]:
من يُمسِكِ المالَ بُخلًا لا مِساكَ لهُ ... ومَن يُفرّقْه جُودًا كنتُ من فِرَقِهْ
لا تَشْدُدَنْ وَرِقًا للضّعفِ تحذَرُهُ ... فالغُصنُ يقوَى إذا خفَّفْتَ من وَرَقِهْ
وكتَبَ إلى الرئيس أبي عثمانَ المذكورِ يُودِّعُه لمّا عزَمَ على الانتقال إلى تونُس بقصيدةٍ أوّلُها [الطويل]:
* ألا في سبيلِ الله أستودعُ العُلا *