الحَجّ، ولقِيَ هنالك جماعةً من أكابرِ أهل العلم منهم: أبو حَفْص، وأبو عبد الله السُّهْرَوَرْديُّ وأبو محمد عبدُ الله بن عبد الوهاب بن أبي الطاهِر بن عَوْفٍ وغيرُهما، وقَفَلَ إلى بلدِه.
رَوى عنه أبو العبّاس بن يوسُف بن فَرْتُون، وحدَّثنا عنه شيخُنا أبو الحَسَن الرُّعَيْنيُّ رحمه الله، وكان شيخًا فاضلًا سَنِيًّا ظاهريَّ المذهب، مُقتصدًا في أحوالِه ديِّنًا مُؤْثرَا، حسَنَ المشاركة في حوائج الناس، مُبادرًا إلى قضائها، مُمتعَ المحاضَرة ذاكرًا للاَداب. أنشَدْتُ على شيخِنا أبي الحَسَن الرُّعَيْنيِّ رحمه الله وقال: أنشَدَني بلفظِه، يعني أبا جعفرِ النَّباتيَّ هذا، قال: أنشَدَني شِهابُ الدِّين أبو حَفْص هذا، يعني السُّهْرَوَرْديَّ، لأبي حامد [الطويل]:
لئن كان لي من بَعْدُ أَوبٌ إليكمُ ... قضَيْتُ لُباناتِ الفؤادِ لدَيْكمُ
وإن تكنِ الأُخرى ولم تكُ أوْبةٌ ... وحان حِمَامي فالسلامُ عليكمُ
وقد تقدَّم إنشادُهما في رَسْم أبي العبّاس بن عُمر بن إفرنْد، وذكْرُ ما بينَ الرِّوايتَيْنِ من خِلاف.
مولدُهُ عامَ اثنينِ وستينَ وخمس مئة (?).
كان من أهل العلم والمعرِفة، واستُقضيَ ببلدِه وتوفِّي سنةَ ثلاثٍ وخمس مئة.
رَوى عن أبي الحُسَين عبد الملِك بن محمد ابن الطّلاّء.
رَوى عن شُيوخ بلدِه. وتوفِّي في نحو الثمانينَ وأربع مئة.