كان فقيهًا مُشاوَرًا حافظًا، وخرَجَ من وَطَنِه بعدَ مَصيِره إلى الرُّوم صُلْحًا يومَ الأربعاء لأربع خَلَوْنَ من رمضانِ ثِنتَيْ عشْرةَ وخمس مئة، فسَكَن بَلَنْسِيَة إلى أن توفِّي بها عَصْر يوم الأحد لليلتَيْنِ خَلَتا من صَفَرِ خمس وعشرينَ وخمس مئة، ودُفن بمقبُرة بابِ بَيْطالة.
رَوى عن أبي الحَسَن جَرِير بن سَلَمة. رَوى عنه أبو العبّاس بن مَسْعود.
وكان من أهل العلم والاعتناءِ به، حيًّا آخرَ تسعٍ وأربعينَ وخمس مئة.
رَوى عن أبي العبّاس بن مَعَدّ الأُقْلِيجيّ، رَوى عنه أبو الحَسَن بنُ (?) تبال الجَوْهَري.
وكان من أهل العَفاف والصّلاح والدِّين المَتِين والمعرِفة بالآداب، ذا مُشاركةٍ في غيرها، حسَنَ العِشْرة كثيرَ البِرّ بإخوانِه باذِلًا جُهدَه في مَرْضاتِهم.
توفي أوّلَ سنِّ الاكتهال، ورثاهُ صديقُه الأستاذُ الفاضل أبو محمد بن يحيى المعروفُ بعَبْدون (?) رحمَهما اللهُ فقال [البسيط]:
أوْدَى حَمِيدًا أبو بكرِ بنُ سُفيانِ ... فمَن لُجودٍ ومعروفٍ وإحسانِ
قد صَوَّحتْ زَهَراتُ العَرْف مذقَشَعتْ ... ريحُ المنيّة ذاك الأوطفَ الدّاني
فأيُّ قلب عليه ليس مُنصدِعًا ... وأيُّ دمع عليه غيرُ هَتّانِ