كان من جِلّة الأُدباء حسَنَ التصَرُّف عاقِدًا للشّروط، وهُو الذي كُتِبَ إليه في وثيقةٍ تضمَّنتْ مَحاجيرَ ذُكورًا وإناثًا، فأراد الإخبارَ عن أُنثى منهم فقال: إحدى المَحاجِير، فأنكَرَ ذلك الأستاذُ أبو زيدٍ السُّهَيْليُّ وقال: الصوابُ: أحَدُ المَحاجِير، وفرَّق بينَه وبينَ إحدى بلي، وقال: هو على تقدير إحدى نساءِ بلي، ورَدَّ عليه أبو الحَسَن بن خَرُوف، وأجاز المسألةَ واحتَجَّ لها، وانتصَرَ الأستاذُ أبو عليّ الرُّنْديُّ لشيخِه أبي زيد ودارَتْ بينَهما في ذلك مَقالاتٌ مسطورة هي موجودٌ بأيدي الناس، ولولا الإطالةُ لأورَدْنا عُيونَ ذلك كلِّه وأشَرْنا إلى ما يَتَرَجَّح (?) عندَنا من آرائهم.
رَوى عن أبي عليّ بن سُكّرةَ وأكثَرَ عنه، وصَحِبَ أبا بكر (?) بنَ فَتْحون، وتفَقَّه بأبي القاسم (?) بنَ أبي جَمْرةَ، وحضَرَ عند أبي محمد (?) بن أبي جعفر.