ابنُه أبو الحُسَين، وكان كاتبًا بليغًا، شاعرًا محسِنًا، من أهل النَّباهة وسَراوةِ النَّفْس، ومن شعرِه قولُه [مجزوء الكامل]:
لاتكترِثْ لِمُلِمَّة ... واصبِر وفي الله العِوَضْ
وإذا سَلِمتَ فلا يكنْ ... لك في حُطامِك من غَرضْ
فالنفْسُ عندي جوهرٌ ... والمالُ عندي كالعَرَضْ
وكان سببُ نَظْمِه هذه الأبياتَ أنّ الرئيسَ أبا عبد الملِك (?) بن مروان بن عبد العزيز لمّا صارت إليه رِياسةُ بَلَنْسِيَة وتدبيرُ أمرِها عند انقراض دولة اللَّمتُونيِّينَ منها استَوْزَرَ أبا جعفر، ثم لمّا خُلع (?) أبو مروانَ امتُحِن أبو جعفرٍ بقَبْضِ الجُنْد عليه واعتقالهِم إيّاه حتى فَدَى منهم نفْسَه بمال جَسِيم (?)، وانتقلَ إلى شاطِبةَ فاستَوْطَنَها إلى أن توفِّي سنة اثنتينِ وخمسينَ وخمس مئة.
أخَذ ببلده عن أهلِ وقتِه، وكان من بيتِ علم وجَلالة، أديبًا شاعرًا سريعَ البديهة. قال الأديبُ أبو بكرٍ يحيى الأرْكُشي: كنتُ يومًا على حمار، إذ لقِيتُ الوزيرَ أبا جعفر بن جُرْج فقلتُ له [طويل]:
حِمارِيَ مَروانٌ (?) لكلِّ حمارِ ... لَهُ شَرَفٌ بادٍ وفَضْلُ نِجارِ