سكَنَتْ شاطبةَ معَ أبيها ورَوَتْ عنه، وكانت صالحةً فاضلة، وهي أُمُّ سِبْطَيْه: أبي محمدٍ عبدِ الله وأبي جعفرٍ أحمدَ ابنَيْ عليّ اللَّخْميِّ، وتوفِّيت في حياة أبيها.
وُلدَت بالأندَلُس وتزوَّجها ابنُ عمّها أبو زَيْد بن أبي حَفْص. أخَذَتْ عن أبي عبد الله بن إبراهيم (?) عِلمَ الكلام وغيرَ ذلك.
وكانت عالمةً صائبةَ الرأي معروفةَ الشُّفوف على نساءِ زمانِها متحدَّثًا بنباهةِ شأنِها.
كانت أديبةً شاعرة، وهي القائلةُ [من البسيط]:
يا أيُّها الراكبُ الغادي لطيّتهِ ... عرِّجْ أُنبِّئْك عن بعض الذي أجدُ
ما عالَجَ الناسُ من وَجْد تضمَّنَهم ... إلّا ووَجْدي به فوقَ الذي وَجَدوا
حَسْبي رضاهُ وإنّي في مسَرّتِهِ ... ووُدِّه آخرَ الأيام أجتهدُ
ولها أختٌ أصغرُ منها سنَذكُرُها بعدُ بحولِ الله، سكَنَتا مَرّاكُش وكانتا من بيتِ خَيْر وصيانة، قال أبو العبّاس بنُ عبد الرّحمن ابن الصَّقْر (?): جاوَرَتاني