فلُبسُها للسّوادِ فَرْضٌ ... من أجلِها قيلَ: فَرْضُ عينِ
سوادُ قلبي يمُدُّ كُحلي ... يَجري اضطرارًا بمقلتَيْنِ
فكم أحالا ثيابَ جِسمي ... للحُزنِ كالقارِ مرتَيْنِ
فلا تلُمْ في بياضِ ثوبٍ ... يَسوَدُّ لو قُدَّ مِن لُجَيْنِ
وقولُ أبي عبد الرّحمن ابن زَغْبُوش (?) [من مخلع البسيط]:
أقصرْ فإنّ الذي تراهُ ... منَ اكتحالٍ بالمُقلتَيْنِ
دُخَانُ قلبٍ قدَ احرقَتْهُ ... نيرانُ حُزنٍ بغير مَيْنِ
فصَّعدتْه أنفاسُ وَجْدي ... فحَلَّ منّي بالناظرَيْنِ
وانظُرْ إلى ذا الرمادِ منهُ ... كيف تَبدَّى بالمَفرِقَيْنِ
فحبُّ آلِ النبيّ حَتْمٌ ... على البَرايا وفَرْضُ عينِ
وقولُ أبي الحَسَن بن محمد العُشْبيّ (?) [من مخلع البسيط]:
ولائمٍ لامَ في اكتحالي ... يومَ استحَلُّوا دمَ الحُسَينِ