فكان حقًّا عليّ أنّي ... كَسوتُها ثوبَ حُزنِ حَيْنِ
وكي أرى الدّمعَ في سوادٍ ... يَصبُغُ خَدًّا مثلَ اللُّجَيْنِ
مع أنّ وَجْدي وحُزنَ قلبي ... زادا سَوادًا في المقلتَيْن
إذْ كلُّ ما في الضّمير يَبدو ... بالوجهِ والعَيْن دونَ مَيْنِ
وقولُ أبي عليّ بن أبي ثلاثة (?) [من مخلع البسيط]:
فهل رأيتَ السّوادَ حُسنًا ... إلا بفَوْدٍ وعارضَيْن
كم كسَفَ النَّيِّرَيْنِ حتى ... باتا به غيرَ نيِّرْينِ
فالكُحلُ مما يُظَن زينًا ... وربّما أنه لشَيْنِ
بل في حُسين وفي أخيهِ الـ ... ـمصلح ما بينَ الفئتَيْنِ
أكحَلُها هكذا وأبكي ... ما عشتُ دمعًا بغيرِ عَيْنِ
وقولُ شيخِنا أبي محمدٍ العراقيِّ (?) [من مخلع البسيط]:
خُصَّتْ بإدراكِهِ فكانت ... أحقَّ بالحُزن يومَ بَيْنِ