درَّس الكلامَ وأصُولَ الفقه مدّةً ببلدِه، وأخرى [بإشبيلِيَةَ] ثُم عاد إلى بلدِه سنة ثلاثَ عشْرةَ وست مئة، وقعَدَ لإسماع الحديث والسِّير بالجانبِ الشَّرقيِّ من جامع القَرَويِّين، وكانت الدِّرايةُ أغلَبَ عليه من الرّواية، وكان أبو عبد الله ابنُ الكَتّانيِّ (?) يقول: ما انتفَعْتُ بمُذاكرةِ أحدٍ [مثلَ] ما انتَفعْتُ بمُذاكرةِ أبي الحَجّاج ابن نَمَويّ.
وُلد سنةَ أربع أو خمسٍ وخمسينَ وخمس مئة، وتوفِّي لليلتَيْنِ خَلَتا من رجبِ أربعَ عشْرةَ وست مئة (?).
رَوى قراءةً وسَماعًا عن أبي الحَجّاج بن محمد ابن الشّيخ، وأبي القاسم أحمدَ بن يوسُفَ الجقالة وأجاز له، وسَمِعَ على أبي محمد بن محمد الحَجريّ، وناوَلَه وأجاز له. وعلى أبي عبد الله بن إبراهيمَ ابن الفَخّار، وأبي موسى عيسى بن عبد العزيز الجُزُوليّ قرَأَ عليه، ولم يَذكُرْ أنهما أجازا له.
رَوَى عنه أبو العبّاس بن محمد بن عبد الله بن العَوّام. وكان محدِّثّا زاهدًا وَرِعًا فاضلًا، حيّا بمَرّاكُشَ سنةَ تسع وست مئة.
رَوى بإشبيلِيَةَ عن القاضي أبي بكرٍ ابن العَرَبيّ.