وتوجَّه صُحبةَ الرّشيد من بني عبد المؤمن إلى سَلَا فأدركتْه منيّتُه بها صدرَ سنةِ سبع وثلاثينَ وست مئة (?).
تفَقَّه بطائفةٍ من أهلِ بلدِه وغيرِهم، وكان فقيهًا حافظًا فاضلًا، واستُقضيَ بمالَقةَ والمَرِيّة فحُمِدت سِيرَهُ وشُكِرت أحوالُه.
رَوى بإشبيلِيَةَ عن أبي الحُسَين بن زَرْقون.
رَحَلَ إلى المشرق] وحَجَّ وأخَذَ بمكّةَ شرَّفَها اللهُ عن أبي عبد الله الطَّبَريّ، وممّا أخَذَ عنه: "صحيحُ مسلم" بقراءةِ محمد بن هبة الله (بن مَمِيل) الدِّمشقيِّ في مجالسَ بتاريخ ثلاثٍ بقينَ من شوّالِ سبع وتسعينَ وأربع مئة (في نُسخة سفريّة) عِدّةُ ورَقها مئةُ ورقة وثلاثٌ وسبعونَ ورقةً، (في كلِّ صفح) منها خمسونَ سطرًا بخطِّ المُتقِن البارع أبي عبد الله مالكِ بن يحيى بن أحمدَ بن وُهَيْب (?)، وباقتراح أبي عُمرَ المذكور نَسَخَها كذلك عليه في نُسخةٍ أصغرَ منها قصَدَ بها تخفيفَ محمَلِها للرِّحلةِ والإغرابِ بها، وإنها لَمِن أغرب ما رأيتُ من نُسَخ "صحيح مسلم" وأشرفِه، وممّن سَمع بهذه القراءة أبو مَرْوانَ عبدُ الملِك بن عبد الجَبّار بن