وبسَبْتةَ حينَ أوْبِهِ إليها أيامَ المتأمِّر بها أبي العبّاس اليَنَشْتيِّ (?)، ووَليَ الخُطبةَ [والصّلاةَ] بجامع القَرَويِّينَ الأعظم بفاسَ (?)، وكانت أولى صلاةٍ صلّاها [في يوم] الثلاثاءِ لأربعَ عشْرةَ ليلةً خَلَت من محرَّمِ ثلاث وخمسينَ [وست مئة، وأُخرى صلاةٍ] صلّاها عشاءَ ليلةِ وفاتِه وصَلّاها بـ (الضحى) و (ألم نشرَحْ)، وانصَرفَ إلى [دارِه] فتوفِّي فُجاءةً، رحمه اللهُ، الأحدَ الرابعةَ عشْرةَ من ربيعٍ الأول سنةَ [خمس وخمسينَ] وست مئة ابنَ اثنينِ وثمانينَ عامًا، وصَلّى عليه ابنُه الخطيبُ بجامع القَرَويِّين [الأعظم] , وخليفتُه في إمامةِ الفريضة بعدَ وفاتِه أبو القاسم عبد الرّحمن، ودُفن برَوْضةِ سَلَفِه بحَوْمةِ القَلّالينَ (?) من عُدْوة الأندَلُس بفاسَ، وكان الحفلُ في جنازته عظيمًا لم يتخلَّفْ عنها كبيرُ أحد (?)، وأسِفَ النَّاسُ لفَقْدِه وأطابوا (?) الثناءَ عليه، وصَحِبَتْهُ من دارِه إلى مدفِنِه طيرٌ شبهُ الخطاطيف لا عهدَ بها غَطَّت الأُفُق كثرةً، فكانت تُرفرفُ على نَعْشِه حتى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015