المصنَّفاتِ التي جلَّ مَغْزاها وعَظُمت جَنواها، ودَلّت على وُفور علمِه وإدراكِه ومتانةِ معارِفه (?)، ودَخَلَ الأندَلُسَ وأخَذَ بها عنه بعض ما كان عندَه.

أنشَدتُ على شيخِنا أبي عليّ الماقَريِّ رحمه اللهُ بثَغْرِ اسَفي حمَاهُ الله في أواخِر جُمادى الأخرى من سنة ثلاثٍ وستّينَ وست مئة، قال: عرَضتُ عليه، يعني أبا الحَسَن ابنَ الحَضار هذا، قصيدتَه الرائيةَ التي قالها في المدنيِّ والمكيِّ من سُوَرِ القرآن، وهي اثنانِ وعشرونَ بيتًا، وذلك في شهرِ ذي الحجّة من سنة ستٍّ وتسعينَ وخمس مئة، وهي قولُه (?) [من البسيط]:

يا سائلي عن كتابِ الله مجُتهدًا ... وعن ترتُّب ما يُتلَى من السُّوَرِ

وكيف جاء بها المختارُ من مُضَرٍ ... صلَّى الإلهُ على المختارِ من مُضَرِ

[وما تقَدَّم منها] قبلَ هجرتِهِ ... وما تأخَّرَ في بَدوٍ وفي حضرِ

[ليُعلمَ النَّسَخَ] والتخصيص مجتهدٌ ... يؤيِّدُ الحُكمَ بالتاريخ والنظرِ

[تعارَضَ النقلُ] في أُمِّ الكتابِ وقد ... توَلَّت الحِجرَ تنبيهًا لمعتبرِ

[أُمُّ القرَانِ وفي أُمِّ] القُرى نزَلتْ ... ماكان للخَمسِ قبلَ الحمدِ من أثرِ

[لو غابَ] ذاك لكان النَّسَخُ أوّلَها ... ولم يقُلْ بصريح النَّسخ من بشَرِ (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015