وأنا الآنَ] بين يدَيْ خروجي إلى بَسْطةَ بمشيئةِ الله (?) وإعانتِه، ويقال (?): [إنّ هذا المكانَ] أشدُّ إخافةً مما كان، واللهُ يدفَعُ المرهوب، ويكفيها الخطوب، بمنِّه.
[فأجابَه] أبو الحَسَن العُشْبيُّ رحمهما الله:
السيِّدُ الأوحَد العِماد [أبقاهُ اللهُ] وأطال ثناءه، والبيانُ يقفُ ببابِه متى شاءه، ويَنشُرُ مِلحَه ويُملِحُ [إنشاءَهُ] ولا زال عَلَمًا يُهتدَى به، ومَعلَمًا يُقتدَى به بآدابِه، [أما] فيما قرَّطَني به وشَنَّفَني، [وقَرَّظَني] وشرَّفَني، فقد وقَفَني موقفَ خَجَل، وألحَفَني مِطرَفَ وَجَل، فسامَني من الجواب شططًا، وطالَبَني بحُرِّ المتاع وما أجدُ إلا سَقَطًا، ولمّا وَصَلَ الكتابُ المرقَوم، والرحيقُ المختوم، اجتَلَيْتُ منه الأبيات، أو الآيات، وأنشَدتُ الأشعار، أو الأسحار، وكان عَزْمي ألا أكتُبَ، ثم خِفتُ جلالَه أن يحتَب، والعياذُ بفضلِه من أن يَعتِب، وهلُمَّ أيّها المَوْلى إلى الإنصاف، واعدِلْ إلى العدلِ الحميدِ الأوصاف، متى سوبقتِ الجِيادُ بالأعيار، وقيسَ الصُّفْرُ بالنُّضَار؟ وكيف وأنت رَيْحانةُ قُريش (?) التفَّتْ عليك بطحاؤها، واقتفَتْ آثارَك فُصحاؤها، وعُرِفتْ بك طُرُقُ البلاغةِ وأنحاؤها، وأنا وما أنا؟ نَسَبٌ في البرابرِ عريق وسببٌ من التعليم لا ممتدٌّ ولا وثيق، درجَتُ حيث جفاءُ الطّباع، وجفارُ التكلّف من الانطباع، والقساوةُ يلينُ الصَّخرُ وما تلين، والغَباوة يَبِينُ الصُّبحُ فما تَستبِين (?) [من الكامل]:
بلدُ الفِلاحةِ لو أتاها جَروَلٌ ... أعني الحُطيئةَ لاغتَدى حرّاثا (?)