وقد تقَدَّم رفْعُ نَسَبِه في رَسْم أبيه. رَوى عن أبيه، ورأى أبا بكرٍ ابنَ العَرَبي وكالَمَه وهُو صغيرُ السِّنّ.
رَوى عنه أبو محمدٍ طلحةُ، وسَمِع أبو عبد الله ابنُ الأبار مُناظَرتَه في الطّبّ (?)؛ وكان حَسَنَ اللّقاءِ بَرًّا متواضِعًا نزيهَ النَّفْس كريمَ الطِّباع جَوادًا جميلَ العِشرة، عُنيَ بالحديثِ كثيرًا، وتقَدَّم في عِلم الطِّبّ.
وُلدَ سنةَ خمسٍ أو ستٍّ وثلاثينَ وخمس مئة، وتوفِّي بإشبيلِيَةَ ليلةَ الأحد السابعةَ من ذي قَعْدةِ سنة ثلاثٍ وعشرينَ وست مئةٍ وقد زاحَمَ التسعينَ، ودُفن عصرَ يوم الاثنينِ، التالي ليلةَ وفاتِه، برَوْضةِ سَلَفِه بسُوق البَقَر خارجَ بابِ قَرَمُونةَ، أحدِ أبواب إشبيلِيَةَ، رجَعَها الله.
رَوى عن أبي الحَسَن طاهرِ بن مُفوَّز وبه انتَفَعَ، وأبي شاكرٍ عبد الواحِد، وأبي عبد الله بن سَعْدون، وأبي عليّ الغَسّاني، وأبي القاسم خَلَف بن عُمرَ الباجِيِّ، لقِيَه بأغْماتِ وريكة، وأبوَيْ محمد: بَكّار بن الغَرْديس ولقِيَه بسِجِلْماسَةَ، وابن محمد بن عبد الصّمد الخُزَاعيِّ.
رَوى عنه ابنُ أخيه ابن مُجبر، وإبراهيمُ بن أحمدَ بن فَرْتُون، وأبو الحَسَن عليُّ بن محمد الشاطِبيُّ ابن الطّشْتَلَيْر، وأبو الفَضْل عِيَاض. وكان راويةً للحديث منسُوبًا إلى التقَدُّم في معرفتِه وفَهْم صناعتِه.
توفِّي بفاسَ بعدَ خمس مئةٍ بيسير.