قال أبو بكر بنُ جابر: لم ألقَ في رحلتي مثلَ أبي عبد الله ابنِ صاحبِ الأحكام صَلاحِيّةً ودينًا وفضلًا؛ قال: وذكَرْتُه للقاضي أبي محمد عبد الحقّ بإشبِيليَةَ فأثنَى عليه كلَّ الثناء، وكان قد خَبِرَه أيام ولايتِه القضاءَ بغَرْناطة.
مَوْلدُه سنةَ ثمانٍ أو تسع -والشكُّ منه- وعشرينَ وخمس مئة، قاله أبو عبد الله الطَّرّازُ، وقال أبو عبد الله ابنُ الأبّار: مَولدُه سنةَ ثلاثٍ أو إحدى وثلاثين، قال: والشكُّ منه أيضًا، واليدُ بقول الطَّرّازِ أوثَقُ، واللهُ أعلم.
وتوفِّي فُجَاءةً في آخِرِ رَكْعةٍ من صَلاة المغرِب ليلةَ الثلاثاءِ السابعة، وقال ابنُ الزُّبَير: ليلةَ الاثنينِ السادسة من رجَبِ أربعَ عشْرةَ وست مئة، ودُفن عَقِبَ صَلاة العصرِ من الغَدِ بمقبُرةِ باب إلبِيرةَ إزاءَ قبرِ أبيه.
رَوى عن أبي بكرٍ عَتِيق بن عليّ بن قَنْتَرال، وأبوَيْ جعفر: ابن حَكَم وابن شَراحِيل، وأبوَيْ عبد الله: ابنِ صاحبِ الأحكام وابن عبد العزيز بن سَعادةَ، وأبي العبّاس القنجايريِّ، وأبي عليّ عُمرَ بن أحمدَ بن هاني، وأبوَي القاسم: أحمدَ ابن عبد الوَدُود بن سَمَدُون والمَلّاحي، وأبوَيْ محمد: عبد الصَّمد اللَّبْسِيّ وعبدِ المُنعِم ابن الفَرَس.
وكان مُقرِئًا مجوِّدًا ديِّنًا فاضلًا صالحًا، عُنيَ بالعلم ولقاءِ حَمَلتِه، وانقَطعَ إلى صُحبةِ الصالحينَ كثيرًا، وكان صاحبَ الصّلاة (?).