رَوى عن أبي عَمْرو بن سالم، ولعلّه الرُّعَيْنيُّ الذي قبلَه.
تَلا على أبي عبد الله بن بَقَاء، ورَحَلَ إلى بَلَنْسِيَةَ إثْرَ استرجاعِها من الرّوم في منتصَفِ رجَبِ خمسٍ وتسعينَ وأربع مئة في شوّالٍ منها وهو ابنُ ثمانِ عشْرةَ سنةً، فلقِيَ أبا داودَ الِهشَاميَّ في كَبْرةٍ من سِنِّه، وأخَذَ عنه السبعَ في خَتْمةٍ واحدة وبعضَ تصانيفِ أبي عَمْرٍو وأجاز له، وعاد إلى بلدِه وتصَدَّر للإقراءِ به، ثم رَحَلَ إلى مُرْسِيَةَ صدرَ رجَبِ سبع وتسعينَ، فسَمِعَ من أبي عليّ بن سُكّرةَ وأقرَأَ بها القرآنَ أيضًا؛ ثم تحوَّلَ آخِرَ ثلاثٍ وخمس مئة إلى أُورُيولةَ وخَطبَ بجامعِها، واستَمرَّ إقراؤ بها إلى حينِ وفاتِه.
رَوى عنه أبو الحَسَن بن محمد بن زكريّا، وأبَوا عبد الله: ابن مُعْطٍ والمِكْنَاسِيُّ، وأبو عَمْرٍو زيادٌ ابنُ الصَّفّار، وأبو القاسم بنُ فَتْحُون.
وكان مُقرِئًا مجوِّدًا متقدّمًا في النَّحوِ مُشارِكًا في فنونٍ من العلم، وصنَّفَ في القراءاتِ وغيرِها، ومن مصنَّفاتِه: "رَوْضةُ المدارِس وبَهْجةُ المجالس".
مَولدُه في رَمَضانِ سبعٍ وسبعينَ وأربع مئة، وتوفِّي لأربعٍ بقِينَ من رَمَضان تسعَ عشْرةَ وخمس مئة.
رَوى عن أبي الحَسَن بن خِيَرةَ وأبي الرّبيع بن سالم.