معروفَ الفَضْل كثيرَ التواضُع، من أبرَع الناس خطًّا وأتقَنِهم تقييدًا، وتردَّد مِرارًا على مُرْسِيَةَ فأسمَعَ بها وأُخِذ عنه واستُفيدَ منه.
توفِّي بالمَرِيّة سنةَ تسعِ عشْرةَ وست مئة، ودُفنَ بمقبُرة الأحرَش من رَبَضِها. وقال أبو القاسم بن فرْقَد: توفِّي سنةَ ستَّ عشْرةَ، والأوّلُ أصَح.
رَوى عن عمِّه الحافظِ أبي بكرٍ ابن الجَدّ، وأبي الحَجّاج المكلاتي.
وكان أديبًا ظَريفًا حَسَنَ المشارَكة في فنونٍ من العِلم، من بيتِ نَباهة ورياسةٍ بالعلم، استُقضيَ بحِصن القَصْر من شَرَفِ إشبيلِيَةَ، ولم تَطُلْ مُدّتُه في ذلك، ودَخَلَ مَرّاكُش مرَّتَيْنِ أُخراهُما في وَفْد إشبيلِيَةَ القادمينَ على أبي محمد عبد الواحِد ابن أبي يعقوبَ بن عبد المُؤمن، وهو الَّذي كتَبَ لأبي مَرْوانَ الباجِيّ: "الحسَبُ والوِزارة، أعزَّكُم الله، قد خُلقا بالابتذال، وصارا من لِباس الأنذال، فرأيتُ الاقتصارَ على الاختصار، وتَرْكَ التشطيط في التخطيط". وكان كثيرًا ما يختلِفُ بينَ إشبيلِيَةَ ولَبْلَةَ إلى أنْ توفِّي بلَبْلةَ سنةَ ثلاثينَ وست مئة.
لهُ روايةٌ عن أهل بلدِه، وحَجَّ، وكان فقيهًا وَرِعًا فاضلًا، توفِّي بعدَ العشرينَ وخمس مئة.
رَوى عن عليِّ بن عبد الله بن عبد الملِك الباجِيّ، وكان مُقرِئًا ضابِطًا مُتقِنًا.