ولن تَرهَبوا الصَّمصامَ إلّا إذا غَدا ... لكمْ بارِزًا من غِمدِه وهْو مُرهَفُ
ستَفرُغْ يمناه لتَكتُبَ أسطُرًا ... يرى الموتُ في أثنائها كيف يَدْلِفُ
إذا غَضِبتْ أقلامُهُ قالتِ القَنَا: ... فَدَيْناكَ إنّا بالمَقاتل (?) أعرَفُ
فتكشِفُ عن سرِّ الكتيبةِ مثلَما ... رأيناكَ عن سرِّ البلاغةِ تكشِفُ
وَيعتزُّ (?) لي هذا الزّمانُ بجَوْلةٍ ... على مَن به دونَ الوَرَى كان يُشرِفُ
رُوَيْدًا قليلًا يا زمانُ فإنّهُ ... يُغِصُّك منه بالذي أنت تَعرِفُ (?)
ولم يزَلْ أبو بكر بنُ عبد العزيز صاحبُ بَلَنْسِيَةَ يُعمِلُ الحِيلةَ في تسريحِه إلى أن سُرِّح، فتوَجَّه إلى بَلَنْسِيَةَ، فلمّا انتهَى إلى جزيرةِ شُقْر أوّلَ عمَلِ أبي بكر بن عبد العزيز كتَبَ إليه (?): كتابي وقد طَفَلَ العَشِيّ، وسال (?) بِنا إليك المَطِيّ، لها من ذِكْراكَ حاد، ومن رجاءِ لُقْياكَ (?) هاد، وسنُوافيكَ المساء، فنَغفِرُ للزمانِ ما أساء (?)، ونَرِدُ ساحةَ الأمن [178 و] ونشكرُ عظيمَ ذلك المَنّ، فهذه النفْسُ أنت مُقيلُها، وفي بُرْدِ ظلِّك يكون مَقيلُها، فلله مَجْدُك وما يأتيه، لا زِلتَ للوفاء تُحييه، ودانَتْ لك الدُّنيا، ودامَتْ بك العُليا.
فبادَرَ ابنُ عبد العزيز إلى لقائه، [وأنزَلَه في قَصْر مجُاوِر لقصرِه، وأشرَكَه في أمرِه ونَهيِه] (?)، فكتَبَ إليه (?):