تَلا بالسَّبع في دانِيَةَ على أبي إسحاقَ بن محُارِب، وتأدَّب فيها بالنَّحو عندَ أبي القاسم بن تَمّام، ثم رَحَلَ إلى مُرْسِيَةَ فاستَوطنَها، ورَوى بها عن أبي عبد الله بن حَمِيد، وأبي القاسم بن حُبَيْش، ورَوى أيضًا عن أبي زيد السُّهَيْلي.
رَوى عنه ابنُه أبو الحَجّاج وأبَوا بكر: ابنُ الطيِّب وابن محمدٍ المَعافِريُّ الفِرِّيشيُّ، وأبو محمد بن عبد الرّحمن بن بُرْطُلّه؛ وحدَّث عنه بالإجازة أبو العبّاس ابن فَرْتُون.
وكان مُقرِئًا حَسَنَ القيام على تجويدِ كتابِ الله، ضابطًا لأحكام القراءات، بارعًا في عِلم العربيّة، ذا مشارَكةٍ حسَنة في غيرِ ذلك من المعارِف، ضَريرًا أشلَّ اليدَيْن، نفَعَه الله، آيةً من آياتِ الله في الفَهْم والذكاء؛ وَيذكُرُ أنه كان نَجّارًا، فلمّا كُفَّ [131 و] بصَرُه انقَطعَ إلى طلبِ العلم فبرَّزَ في النَّحو، وتأثَّلَ من الإقراءِ وتعليم العربيّة مالًا جَسِيمًا.
وتوفِّي يومَ الخميس عَقِبَ رجبِ تسعَ عشْرةَ وست مئة؛ هذا الصّحيحُ في تاريخ وفاتِه، ومولدُه بدانِيَةَ سنةَ خمسٍ وخمسينَ وخمس مئة (?).