أخَذ العربيّة والأدَب عن أبي الحَسَن الدَّبّاج، وأبي عليّ ابن الشَّلَوبِين واختَصَّ به كثيرًا.
رَوى عنه الحَسَن بن عبد الرّحمن بن عُذْرة، وحدَّثنا عنه أبو عبد الله بنُ أُبَيّ، وأبو محمدٍ مَوْلى سعيدِ بن حَكَم.
وكان ماهرًا في علم العربيّة، رَيّانَ من الأدب، حَسَنَ التصرُّف [127 ظ] من أبرَع مَن تخَرَّج على أبي عليٍّ ابن الشَّلَوبِين وأحسَنِهم تصنيفًا في علوم اللِّسان، وشَرَحَ "كتابَ سِيبوَيْه" و"جُمَلَ الزَّجّاجي". ومصنَّفُه في "التصريف" جليلٌ نافع و"مُقرَّبُه" في النَّحوِ شاهدٌ بذِكْرِه للعربيّة وإشرافِه على مشهورِها وشاذِّها، وقد تجوَّلَ وسَكَنَ ثَغْرَي آنفا مرّةً وآزمورَ أخرى، وأوطَنَ بأَخَرةٍ تونُس، فعُرِف بها قَدْرُه، ودَخَلَ مَرّاكُش.
مَوْلدُه بإشبيلِيَةَ عام سبعةٍ وتسعينَ وخمس مئة، وهُو عامُ السَّيْل الكبير، وتوفِّي بدارِ سُكْناهُ من قصَبة تونُس، بعدَ ظُهرِ يوم السّبت لستٍّ بَقِينَ من ذي قَعْدةِ تسع وخمسينَ وست مئة، ودُفنَ عَقِبَ العصرِ من يوم وفاتِه.
رَوى عن أبي الرَّبيع بن سالم.