وأنشَدتُ عليه أيضًا وقد كتَبَ في من كتابِه، قال: أنشَدَنا أبو الحَسَن أيضًا لنفسِه [البسيط]:
أرواحُنا هيَ أَجنادٌ مُجَنَّدَةٌ ... بالبُعدِ تُنْكَرُ أو بالقُربِ تُعْتَرَفُ
فما تناكرَ منها فهْوَ مختلِفٌ ... وما تعارَفَ منها فهْوَ مُؤْتلِفُ
قال المصنِّفُ عَفَا اللهُ عنه: نَظَمَ فيه معنى الحديثِ المَرويِّ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "القلوبُ جُنودٌ مُجنَّدةٌ، فما تَعارَف منها ائتَلَف، وما تَناكرَ منها اختَلَف"؛ خَرَّجَه أبو سعيدٍ أحمدُ بن محمد بن زيادِ بن بشْر الأعرابيُّ في "معجَم شُيوخِه"، قال: حدّثنا محمدٌ، يعني ابنَ صالح الأنماطيُّ كَيْلَجَة، قال: أخبَرَنا بكرٌ، قال: حدَّثنا أبو صالح كاتبُ اللَّيث، قال: حدَّثنا اللَّيثُ، عن يحيى بن سَعيد، عن عَمرةَ، عن عائشةَ قالت: قال رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "الأرواحُ جنودٌ مُجَنَّدَةٌ، فما تَعارَفَ منها ائتَلَف، وما تَناكَرَ منها اختَلَف" (?). وقد تقَدَّمه إلى ذلك أبو عليّ الحَسَن بنُ هانئ الحكَميُّ أبو [44 و] [نُوَاس] كما حدَّثنا [......] (?) حدَّثنا أبو بكرٍ محمدُ بن يحيى الصُّوليّ، حدَّثنا محمد بن سَعيد، أبو أُمَامةَ القَيْسيّ، حدّثنا أبو المِنْهال، حدّثنا يزيدُ بن زُرَيْع، قال: رأيتُ أبا نُوَاس عندَ رَوْح بن القاسم، فحَدَّث رَوْح عن سهيْل بن أبي صَالح، عن أبيه، عن أبي هريرةَ قال: قال رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "القلوبُ جنودٌ مجنَّدة، فما تَعارَفَ منها ائتَلَف، وما تَناكَرَ منها اختَلَف"، قال يزيد: فقال لي أبو نُوَاس: سأجعَلُ هذا الحديثَ منظومًا في شِعر، قلتُ: فإنْ فعَلتَ ذلك فجِئْني به، فجاءني فأنشَدَني (?) [البسيط]:
يا قلبُ رِفقًا أَجِدٌّ منكَ ذا الكَلَفُ ... ومَن كَلِفْتَ به جافٍ كما تَصِفُ
وكان في الحقِّ أنْ يهواكَ مجتهدًا ... بذاكَ خَبَّرَ منّا الغابِرُ السَّلَفُ: