تأدَّب في النَّحو بأبي عبد الله بن نُوح، وأبي محمد بن عَبْدُون، وعَلَّم ذلك وأدَّبَ به. واستُشهدَ في فَتا؛ من سِنِّه بكائنةِ غرباله يومَ الجُمعة مستَهلَّ جُمادى الأُولى سنةَ ثمانينَ وخمس مئة.
تَلا بالسَّبع على أبي الحَسَن بن هُذَيْل، وسَمِع الحديثَ على أبي الحَسَن طارقِ بن يَعيشَ، وأبي الوليد ابن الدَّبّاغ، ودرَّس الفقة على أبي بكر بن أسَد ولازَمَه وتمَّيزَ في أصحابِه بالشُّفوف، وأبي الحَسَن بن عزِّ الناس وأخَذَ عنه معَ ذلك الأصُولَ، وأبي الوليد بن خِيَرةَ؛ واللُّغاتِ والآدابَ على أبي الحَسَن ابن النِّعمة. رَوى عنه أبوا عبد الله: ابنُ نَسَع وابنُ نُوح؛ وكان بارِعًا في العربيّة متقدِّمًا في التنقيرِ عن معانيها وعِلَلِها أديبًا ماهرًا، فقيهًا مُشاوَرًا، ذا بصَر في الحديثِ ومعرفةِ رجالِه، فَهِمًا ذكيًّا مُتقِنًا لكلِّ ما يتَولّاه، مُحببًا صالحًا زكيًّا مُنقبِضًا، درَّس الفقة وأسمَعَ الحديثَ واللُّغاتِ وعِلْمَ العربيّة.
وتوفِّي بقُسُنْطانِيةَ في جُمادى الأُولى سنةَ تسع (?) وأربعينَ وخمس مئة، وسيقَ إلى بَلَنْسِيَةَ فدُفنَ بها.