قال ابن هشام:
ثم أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، دعا خالد بن الوليد، فبعثه الى أكيدر دومة، وهو أكيدر بن عبد الملك، رجل من كنده كان ملكا عليها، وكان نصرانيا، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لخالد: انك ستجده يصيد البقر. فخرج خالد، حتى إذا كان من حصنه بمنظر العين، وفى ليلة مقمرة صائفة، وهو على سطح له، ومعه امرأته فباتت البقر تحك بقرونها باب القصر، فقالت له امرأته: هل رأيت مثل هذا قط؟ قال لا واللَّه؟ قالت: فمن يترك هذه؟ قال: لا أجد. فنزل فأمر بفرسه، فأسرج له، وركب معه ومن أهل بيته، فيهم أخ له يقال له حسان. فركب، وخرجوا معه بمطاردهم. فلما خرجوا تلقتهم خيل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فأخذته، وقتلوا أخاه، وقد كان عليه قباء من ديباج مخوص بالذهب، فاستلبه، فبعث به الى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قبل قدومه (?).