الفصل الخامس والثلاثون فيما نزل من القرآن فى مسجد الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-

قال اللَّه تعالى: {لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} التوبة: 108.

قال أبو جعفر:

يقول تعالى ذكره لنبيه صلى اللَّه عليه وسلم: لا تقم يا محمد فى المسجد الذى بناه هؤلاء المنافقون، ضرارا، وتفريقا، بين المؤمنين، وارصادا لمن حارب اللَّه ورسوله، ثم أقسم جل ثناؤه فقال: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ} أنت فيه يعنى بقوله: {أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى} إبتدأ أساسه، وأصله على تقوى اللَّه، وطاعته من أول يوم أبتدئ فى بنائه {أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ} يقول: أولى أن تقوم فيه مصليا. وقيل: معنى قوله {مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} مبدأ أول يوم كما تقول العرب: لم أره من يوم كذا بمعنى مبدأه ومن أول يوم يراد به من أول الأيام، كقول القائل: لقيت كل رجل بمعنى كل الرجال (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015