قلت كل هذه الدوافع التى جعلتنى أن أختار هذا الموضوع للتحقيق، والتمحيص، حتى ادرك ما مدى الاصالة التى بقيت عندنا، بعد وقوع تلك المؤامرة التاريخية الخطيرة التى مر ذكرها.
ولست فى ذلك مبتدعا أو محدثا، لما مر بكم بعض تلك النصوص، من مقدمة صحيح مسلم، انظر مقدمة جامع مسانيد الامام أبى حنيفة لابي المؤيد الخوارزمى فى أحاديث موضوعة فى مناقب الامام أبى حنيفة رحمه اللَّه تعالى (?).
ولما كان لوضع الاحاديث فى التشريع الاسلامى على يد هؤلاء الأعداء أثر سئ جدا كما مر بكم بعض الامثلة، هيأ اللَّه تعالى لبقاء هذه الرسالة السامية رجالا مخلصين، يدافعون عنها، ويذبون عن سنة نبيها -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأتوا بعجب العجاب فى هذا الميدان، فكانت خدماتهم فريدة فى العالم كله، يقول الدكتور اسبرنكر -أحد المستشرقين الالمان- مهما افتخر المسلمون بعلم اسماء الرجال فهو افتخار قليل بالنسبة لما سجل لهم من حياة رجال الحديث، وجمع لهم من هذه الثروة العلمية الهائلة التى لم تعرف أمة من أمم الأرض بهذا العلم سواهم (?).
ولما تحقق لدى ما اشرت إليه، فى الصفحات السابقة من وجود أحاديث كثيرة موضوعة مكذوبة على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-