@فصل في ذكر الأديب الأريب أبي العباس أحمد بن قاسم المحدث

@وجملة مما وقع إليّ من نثره، تعرب عن محله من الأدب وفهمه

قال ابن بسام: أبو العباس هذا في وقتنا بحضرة قرطبة، مقلة عين العصر، وصفحة وجه الدهر، تبريزاً في النظم والنصر. وقد أثبت من كلامه قطعةً تنبئ عما طالعه من علوم، ونظر فيه من أنواع التعاليم، على صغر سنه، ولدانة غصنه.

ولما بلغه جمعي لهذا التصنيف خاطبني برقعةٍ استفتحها بهذه الأبيات:

يا من تكلف جمع المجد في ورقٍ ... أنا أناديك جهراً غير تعريض

ذهبت عصرك يا من شعره ذهب ... بالمذهبات فأتبعنا بتفضيض

فشبه تبرك متلواً بفضتنا ... جمان هودٍ على لباتها البيض يا سيدي وعمادي، طال بقاؤك، ودام علاؤك؛ تكلفت من العناية بتنويهي ما دل على محتدك الكريم، ونصابك السليم، على انتمائك من المجد إلى دوحة ساقها قويم، وطلعها هضيم؛ ولولا ثقتي بتمييزك، وظهورك في هذه الصناعة وتبريزك، ما اجترأت على أن أجري بما كتبت إليك به

طور بواسطة نورين ميديا © 2015